-A +A
إن أخلاقيات الحروب لا تتحقق إلا في القليل منها، ومن هذا القليل رفعة المستوى السلوكي لمجريات عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي يقوم بها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

ويعترف كثير من المراقبين أن التزام قوات التحالف بهذه الأخلاقيات العالية قد أخّر نوعاً ما عملية الحسم السريع لمجريات الأمور في اليمن، وذلك لما يتطلبه كل عمل عسكري يقوم به التحالف من احتياطات واحترازات وسعي حثيث لتجنب مساس أي مدني في هذه الحرب التي لا تعرف من الطرف الآخر (الحوثي) أي معنى للأخلاق ولا للمروءة، إذ زرعت الجماعة الانقلابية الأرض اليمنية بالألغام القاتلة التي لا تفرق بين مدني وعسكري، وجندت الأطفال في مواطن القتال، وأطلقت القذائف العمياء التي توجهها دون أن تعلم على من تقع، متخذةً من الأطفال والنساء والعجائز دروعاً بشريةً، لمعرفتها أن التحالف لن يقصف موقعاً يحتمل أن يكون فيه مدنيون.


إن هذه المستويات الرفيعة من الشعور بالمسؤولية، والحرص على ألاّ يمس عمليات استعادة الشرعية في اليمن أي خدش أو شائبة، عمل نادر في وقائع الحروب التي تجري في الشرق الأوسط؛ ولذلك هي فريدة بقيمها وسلوكياتها.